رغم محاولات التقليل من نجاح تقاربه مع المغرب.. حزب سانشيز يتصدر استطلاعات الرأي في إسبانيا تزامنا مع اقتراب الانتخابات
كشفت استطلاع رأي قام به مركز الأبحاث الاجتماعية الإسباني (CIS)، عن تصدر الحزب الاشتراكي العمالي (PSOE) بقيادة الرئيس الحالي للحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، نتائج هذا الاستطلاع الذي شارك فيه الآلاف من المواطنين الإسبان بين 3 و 8 ماي الجاري لتحديد الحزب الذي سيصوتون عليه في الانتخابات العامة المرتقبة في دجنبر المقبل، وهي الانتخابات التي ستُفرز الحزب الذي سيتولى رئاسة حكومة البلاد.
وحسب نتائج هذا الاستطلاع الذي نشرت تفاصيله وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس"، فإن حزب بيدرو سانشيز تصدر نسب التصويت بـ29,1 بالمائة من مجموع الأصوات المدلى بها في هذا الاستطلاع، متفوقا على خصمه القوي الذي يوجد في ضفة المعارضة، ألا وهو الحزب الشعبي (PP) الذي كان نصيبه من نسب التصويت هو 27,2 بالمائة.
وكانت مفاجأة الاستطلاع، هي حلول تشكيلة "Sumar" التي تُعتبر منصة سياسية أسستها يولاندا دياز العضوة السابقة في حزب بوديموس والتي تتولى حاليا منصب وزيرة الشغل في حكومة بيدرو سانشيز، وقررت دخول غمار الانتخابات الرئاسية تحت لواء هذه المنصة، حيث حلت في المرتبة الثالثة في هذا الاستطلاع بالحصول على 12,3 بالمائة من نسب التصويت.
وفي المرتبة الرابعة، حل حزب "فوكس" اليميني المتطرف، حيث حصل على نسبة 10,6 بالمائة من مجموع أصوات الاستطلاع، ثم حزب بوديموس الذي حصل فقط على 6,1 بالمائة من نسب التصويت، وهو ما يعكس تراجع هذا الحزب في المشهد السياسي الإسباني بعد استقالة الزعيم المؤسس بابلو إيغليسياس وخروج بعض الأسماء القوية المعروفة مثل يولاندا دياز.
وفي العموم، فإن هذا الاستطلاع يُعطي صورة تقريبية للمشهد السياسي ككل في إسبانيا، حيث يؤكد استمرار التنافس على المراتب الأولى بين الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم، والحزب الشعبي الذي يوجد في المعارضة، ويتوقع الكثير من المهتمين بالسياسة الإسبانية أن التنافس على رئاسة الحكومة سيكون بين هذين الحزبين بالدرجة الأولى.
ومن جهة أخرى، فإن هذا الاستطلاع يؤكد استمرار مصداقية الحزب الاشتراكي العمالي لدى الناخبين الإسبان، في الوقت الذي كانت أحزاب المعارضة تحاول التقليل من نجاحات الحكومة الاشتراكية بقيادة سانشيز، ومحاولة "تشويه" التقارب الذي قادته هذه الحكومة مع المغرب في السنتين الأخيريتين.
ويبرز اسم المغرب بقوة في الشهور الأخيرة خلال الحملات الانتخابية في إسبانيا، سواء الانتخابات البلدية المرتقبة في 28 ماي الجاري، أو الانتخابات العامة المرتقبة في 10 دجنبر المقبل، حيث تستخدم أحزاب المعارضة اسم المغرب لإظهار سانشيز بأن حكومته تخضع للرباط وأنها حكومة لا تصلح لقيادة إسبانيا.
وفي نفس الوقت، يتوقع عدد من المحللين للسياسة الإسبانية، أن يعمل سانشيز مع اقتراب الانتخابات العامة في دجنبر المقبل، على تأكيد نجاح التقارب مع المملكة المغربية، وإبراز كافة النتائج الإيجابية لهذا التقارب، عبر حملات دعائية ستُركز على أهمية استمرار الحزب الاشتراكي العمالي في قيادة إسبانيا إلى غاية تحقيق كافة الأهداف المسطرة مع المغرب.